تيام حمادة فنانة متعددة المجالات وخريجة قسم الفنون بجامعة حيفا. تعمل غالبًا في الرسم والنحت، وتتنقّل في أعمالها بين المواضيع الشخصية والاجتماعية، حيث تمزج تجاربها الخاصة مع نظرة نقدية للثقافة التي تحيط بها. تهمّها اللحظة التي تأتي "بعد": بعد الوليمة، بعد الاحتفال، بعد ما كان من المفترض أن يكون مثاليًا وكاملاً. اللحظات التي يبدأ فيها الجمال بالتفتت، وتتكشف الحقيقة من خلال الشقوق. تستوحي لوحاتها المرسومة بألوان الأكريليك من تقاليد فن الـ"فانيتاس"، مع محاولة ترجمته إلى عالم معاصر حديث، حيث المشاهد تبدو جذّابة ولذيذة، لكنها تخفي سرًا يكسر الوهم. في النحت، تواصل هذا الانشغال بالإغراء والوهم. تصنع تماثيل تبدو وكأنها حلويات ملفتة، لكنها دائمًا ما تكشف عن عيب جوهري أو تشوه مقصود. تعمل بمواد يومية مثل الكرتون، معجون الحوائط، الجبس؛ مما يتيح لها اللعب بين الجمال والتحلل، بين الواقعي والمتخيل. اختيار المواد "البسيطة" يخلق توترًا بين التوقع واللقاء الفعلي مع القطعة. تولد أعمالها أحيانًا من ذكريات شخصية، لحظات هادئة أو مشحونة، تضخّمها وتبالغ فيها على القماش أو في المادة. وفي أحيان أخرى، تكون ردًا على واقع أوسع، على مجتمع "يطعّم" محتوى وصورًا وتوقعات علينا ابتلاعها دون سؤال عن الثمن. من خلال لغتها البصرية، تدعو حمادة المشاهد إلى التوقف، للملاحظة، وفك الشيفرة لما يراه. لا تكتفي بالانطباع الأول المغري، بل تدعو إلى التأمل في التفاصيل لفهم ما الذي تفكك، وما الذي بقي، وماذا يقول ذلك عنا.