اقف كمصور فلسطيني ابن الناصرة امام ناجين يهود من المحرقة. يخبرونني عن التجارب المروعة التي مروا بها٫ وعن افراد اسرهم الذين قتلوا وكيف أثر ذلك على حياتهم وبيئتهم. لقد جئت الى اللقاء قلقا ومتوترا. كيف ينظرون الي كرجل عربي، مهتم ويتعامل مع قضايا المجتمع اليهودي. تنتهي لقاءاتنا دائما بحوار وثيق والاستماع إلى رأي بعضنا البعض. أقوم بتصويرهم وتسجيل ذكرياتهم، ربما في شهادتهم امامي سيقولون شيئا لم يقولوه للآخرين. يتحدثون عن الحياة قبل الابادة في معسكرات الموت وما حدث بعد ذلك. يصورون الجنود النازيين الذين نهبوا ممتلكاتهم وصادروا صورهم منهم. اطلب الاستماع اليهم، وتصويرهم دون السيطرة عليهم أو التلاعب بهم. أنا اؤمن بقوة عدسة الكاميرا لوصف الواقع وانا معهم بصدق. اعتقد ان كوني فلسطينيا يجعل من الممكن النظر إلى هذه الصلة بيننا. هناك أوجه تشابه ولكن هناك اختلافات ايضا، لكننا جميعا هنا في نفس المنطقة، في نفس الغرفة، على جانبي الكاميرا. (آلة التصوير)