نادين غرز الدين
الخوف ما بعد الحرب
مشروع فني, دمى مصنوعة يدوياً, تعكس التأثيرات والخراب ما بعد الحرب.
“دمى صامتة خيطت من أقمشة كانت يومًا غطاءً لطفولة دافئة.
في غياب الوجوه والأسماء، تبقى هذه الألعاب أثرًا ملموسًا لذاكرة غائبة، وفقدٍ لا يُقال.
هي شهادات ناعمة على حياة لم تكتمل، وطفولة اختُزلت في قطعة قماش وذكرى باقية.”
في أعقاب الحروب، لا تتوقف آثارها بانتهاء القتال، بل تترك خلفها مشاعر دائمة من الخوف والقلق، خاصة لدى الأطفال. العمل الفني في الصورة يعرض كومة من الدمى المصنوعة من أقمشة مستعملة — أغطية، لحف، وسائد وفرش — بطريقة بسيطة ولكن معبّرة. هذه الدمى تفتقر للملامح والهويه التي تعكس حاله من التيه والانفصال وهذا الوضع يخلق شعورا بعدم الانتماء وكأن الوجود نفسه مؤقت ،.
الخوف بعد الحرب لا يرتبط فقط بلحظات العنف نفسها، بل بما يأتي بعدها: الشعور المستمر بعدم الأمان،والتعلق بأشياء
صغيرة تمنح بعض الطمأنينة — مثل هذه الدمى. كل واحدة منها قد ترمز إلى طفل كان يلعب بها، يحتضنها عند النوم، ويشعر عبرها بشيء من الأمان
استخدام الأقمشة المستعملة يحمل دلالة مهمة. هذه الأقمشة كانت في الأصل جزءًا من الحياة اليومية — أدوات تغطي، تحمي، وتمنح شعورًا بالدفء.
الآن، بعد الحرب، تحوّلت إلى رموز لغياب هذا الأمان. تم جمعها وصياغتها بشكل يدوي لتشكّل دمى غير متطابقة، مما يعكس فقدان الانسجام والاستقرار بعد الصراع.
.
العمل لا يصرخ ولا يستخدم مشاهد صادمة، بل يطرح مشهده بهدوء وتأمل، ويترك لنا المجال لفهم ما يشعر به من مرّ بهذه التجربة.
الخوف بعد الحرب يصبح شعورًا يوميًا، خاصة في البيئات التي تحاول أن تعود إلى طبيعتها. الأطفال لا ينسون بسهولة، والدمى هنا ليست مجرد دمى
هي تمثيل بصري لصوت خافت بقي بعد الحرب صوت الحذر، الترقب، والحنين إلى الأمان. هذا العمل يذكّرنا أن الحرب لا تنتهي بانتهاء المعارك، بل تبقى في التفاصيل الصغيرة التي خلّفها الأطفال وراءهم.