ماريا عبّود
ماريا عبّود
دافعي الأساسي كفنانة هو الطبيعة الاجتماعية المعقدة الموجودة في حياة العرب في هذه الدولة. هذه الطبيعة المعقدة هي نتيجة لدولة منقسمة وحتى مجزأة لعدد كبير من المجتمعات، منها القومية ومنها الدينية على حدٍّ سواء. عندما اتأمل إلى طبيعة المجتمع، تنبع رغبة في داخلي بالكشف عن الواقع الصعب لحياتنا كعرب في البلاد، وهو واقع يتجسد في أحداث نمرّها يوميّا، يكتنفه الظلم، الفقر، التقاليد الاجتماعية القاسية، المصاعب النفسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية. من واجبي كفنانة أن أكشف عن هذا الواقع، بل وأن أوجه له إنتقادًا منصفًا. يضيف التأمل في هذه القضايا والتعامل معها قيمة مهمة لحياتي، قيمة التعاطف، قيمة التي تساعدني على فهم العالم الخارجي بشكل أفضل.
عادةً أستخدم الكاميرا لإنتاج مقاطع فيديو وصور. أشعر أن الكاميرا هي أقرب وسيلة بالنسبة لي، فهي تساعدني على ربط عالمي الداخلي بالواقع وتخلق لي الكمال والانسجام. بالإضافة إلى ذلك، أرسم اللوحات الرقمية التي تساعدني في إنشاء عوالم موجودة بداخلي، وفي رأيي الوسائل الرقمية هي الأنسب لأعمالي لأنني مهتمة بحياتنا المعاصرة كمجتمع عربي.
يدور عملي الفنّي الحالي حول التأمل الداخلي والانعكاس الذاتي، ويستكشف الأماكن الحساسة في حياتي. في الأسطورة "صابرين داخل فقاعتها" أربط الماضي بالحاضر وأنا أتأمل بعمق الأحداث المؤلمة والواقع الصعب، تأمل مليء بالتفاؤل والأمل بمستقبل مزدهر. حتّى أتمكن من التأمل بالطبيعة الاجتماعية الموجودة في العالم بطريقة صحيحة وصحية، عليّ أولًا التأمل الى داخل نفسي، خاصة في الأماكن الأكثر إيلامًا، وهذا أحد أصعب التحديات التي واجهتها.