ريما ياسين
خاوية
هنا معرض ضوء القمر، وان كان ضوء القمر يتسلل في الليل خجولا، مما يفعله الانسان بالانسان، في حياة خاوية يحبطها الموت عند كل المداخل والاحياء، ظنا منه انه يحرسها، حتى اصبح المكان اشبه بمعرض فني في وسط تأكله النيران التهابا، تحركه لوحات سوريالية ملونة يربطها الدمار، والايمان المحتم بأننا الى ديان يوم الدين نمضي، وعند الله تجتمع الخصوم.
الفنانة تنقل شعورها الطاغي بالسوء والغصة الخانقة في لوحات صغيرة، وجدارية رسمت بدمائها لاقتباسات قد قرأتها، مدركة وحشية الانسان في التفاصيل الموجعة للحداث العالمية المأساوية التي ترفض الخروج من الذاكرة، كما اخرجت دمها ضاربة به عرض الحائط، دون قدرة شريانها على استعادته.
هي مدركة لهشاشتها امام هذا العالم، لولا الصبر الآتي من تربيت يقينها على قلبها وشعورها بوجود الله، فقد اجتمعت تلك الآلام امام وعد الله، بأن الى ديان يوم الدين نمضي، ونقف امامه بيوم الحساب، نرى كل نظرة اطلقناها، وكل دقيقة كيف قضيناها.